accessibility

مواقع التراث الإسلامي في الأردن

مدينة أيلة الإسلامية

تم إدراج  مدينة أيلة الإسلامية على قائمة التراث في العالم الإسلامي عام 2024م.

تم إعتماد المعايير التالية في عملية ترشيح مدينة أيلة الإسلامية:

الثاني: "أن تتجلى فيها تأثيرات متبادلة قوية جرت على امتداد فترة من الزمن أو داخل منطقة ثقافية معينة من العالم، تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية".

المعيار الرابع: "أن يكون نموذجًا بارزًا لنمط من البناء، أو لمجمع معماريّ ،أو تكنولوجـــيّ أو لمنظر طبيعيّ يمثل مرحلة أو مراحل مهمة من التّاريخ البشريّ".

مقدمة

وتقع أقصى جنوب المملكة الأردنية الهاشمية وهي ميناؤها الوحيد، تبعد عن العاصمة عمان قرابة 330 كيلو متراً  باتجاه الجنوب.

عرفت العقبة قديماً بِـاسم (أيلة) وكان لها دور بارز قبل الإسلام فهي همزة وصل تربط الشام ومصر والحجاز. فقد جاء في كتاب الأمان الذي منحه الرسول ﷺ لأهل أيلة "هذا أمان من الله ومن محمد النبي رسول الله ليوحنا بن رؤبة وأهل أيلة أمانًا على سفنهم وسياراتهم في البر والبحر، لهم ذمة الله ومحمد النبي ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر...

ذكرها ياقوت الحموي قائلًا :"أيلة مدينة بين الفسطاط ومكة على شاطئ بحر القلزم تعد من بلاد الشام، وذكرها البكري على أنها "أيلة بفتح أوله على وزن فعلة: مدينة على شاطئ البحر، في منصف ما بين مصر ومكة"، وقال عنها الإدريسي: "وفيها من البلاد المشهورة القلزم وفاران والأيلة" ثم أضاف "وهي في الطريق القاصد من مصر إلى يثرب".ووصفها الإصطخري "حد ديار العرب من جهة الغرب ثم قال وأيلة هذه مدينة صغيرة عامرة ذات نخل وزروع يسير.

جاء مخطط مدينة أيلة الإسلامية أقرب إلى الشكل المستطيل، كما تبلغ أبعادها (170×140م) أي مساحتها ما يقارب (24650م2)، وتحيط الأسوار بالمدينة من جميع جهاتها بسماكة تتراوح ما بين (1,5م- 2,60م) وبارتفاع ما بين (3-4,50م) يتخللها 23 برجًا، يوجد للمدينة أربعة أبواب يتراوح عرضها ما بين (3 و5,4م) وسميت هذه البوابات بأسماء البلاد التي تؤدي إليها(بوابة مصر، بوابة الحجاز، بوابة الشام و بوابة البحر)يوجد في المدينة العديد من المعالم الأثرية وهي:

  • السوق التجاري: نظرًا إلى توسع أهمية المدينة من الناحية التجارية بين مصر والحجاز من جهة وبلاد الشام من جهةٍ أخرى بُنيت غرف صغيرة على جانبي الشارعين الرئيسيين استخدمت كمتاجر (سوق) لعرض البضائع القادمة من المدن المجاورة.

- دار الإمارة أو البيت ذو الأواوين: كشف خلال الحفريات التي أجريت بين عامي 1986، و1987 عن المبنى الذي يقع وسط المدينة عند تقاطع الشارعين المحوريين وهو بناء تبلغ مساحته (200م2) يتكون من وحدتين معماريتين تضم كل واحدة منهما مجموعة من الغرف التي وزعت حول ساحة مركزية.

استخدمت لتشييد البناء حجارة رملية وجرانيتية وطوب مشوي، وتتراوح سماكة الجدران الخارجية بين 80 -1,10م بينما تتراوح سماكة الجدران الداخلية بين 60 و75 سم يقع المدخل في منتصف الجدار الشمالي الغربي عرضه 2,80م، ويُصعد إليه عبر عدة درجات يؤدي المدخل إلى ممر مستطيل عرضه 3,30م على يمينه غرفة مربعة تقريبًا طول ضلعها 4م لها مدخل عرضه 1م وعلى  يساره غرفة مستطيلة 7×3م يؤدي الممر إلى ساحة مستطيلة 9×2م تقريبًا تتوزع حولها مجموعة من الغرف مختلفة المساحة بينما تقع غرف الخدمة في الجزء الشرقي من البيت، وفي الداخل يوجد درج آخر يؤدي إلى الطابق العلوي.

- المسجد الجامع: يمثل أكبر الوحدات المعمارية وأهمها في أيلة، كشف عنه خلال تنقيبات موسم 1993، يقع في جزء المدينة الشمالي الشرقي، ويتخذ شكل مستطيل29×40م تقريبًا (من الداخل)، له خمسة  مداخل ثلاثة  في الجهة الشمالية ، يقسم المسجد من الداخل إلى تسعة أروقة متعامدة على جدار القبلة بواسطة تسعة صفوف من الأعمدة وستة أروقة موازية لجدار القبلة، يوجد في الزاوية الشمالية الغربية بقايا مئذنة قاعدتها مربعة تقريبًا طول ضلعها 2,50م.

- الميناء البحري:

أجرت الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية/ وحدة الإرث البحري مسحًا أثريًّا بحريًّا أمام مدينة أيلة عام 2017 حيث كشف عن ميناء إسلامي يشمل طريقًا تتخلله المتاجر، والمخازن في جهة المدينة الجنوبية، يصل بين الميناء والمدينة الإسلامية.

القيمة الاستثنائية للموقع

تعتبر مدينة أيله الإسلامية واحدة من أوائل المدن الإسلامية التي بنيت خارج الجزيرة العربية. وتجسد مدينة أيله نموذجًا لمدينة إسلامية متكاملة فيها ميناء بحري يربطها مع الجزيرة العربية ومصر واليمن بالإضافة إلى موقعها على طرق التجارة العربية بين الحجاز وبلاد الشام. وتظهر المدينة الأساليب المبكرة التي اتبعها المسلمون في تخطيط المدن، والتي مزجت بين بعض عناصر المدينة البيزنطية مثل الشوارع المنظمة وأساليب البناء ومفهوم المدينة الإسلامية المبكرة الذي يتضمن المسجد ودار الإمارة كجزء رئيس من تخطيط المدينة. وهو النموذج الذي تطورت عنه مدن القرن التاسع والعاشر والتي تظهر في عواصم الخلافة الإسلامية الكبرى.

كيف تقيم محتوى الصفحة؟