قلعة الكرك
تم إدراج قلعة الكرك على قائمة التراث في العالم الإسلامي عام 2024م.
المعيار الأول " أن تمثل إحدى روائع العقل البشري المبدع "
المعيار الثالث" أن تقف شاهداً فريداً أو على الأقل استثنائياً، على تقليد ثقافي أو على حضارة لا تزال حية أو حضارة مندثرة "
المعيار الرابع" أن تكون نموذجاً ﺑﺎرزاً لنمط من البناء، أو ﻟﻤﺠمع معماري أو تكنولوجي، أو لمنظر طبيعي يمثل مرحلة أو مراحل هامة من التاريخ البشري"
مقدمة
أطلق اسم الكرك على القلعة واقترنت به، فاسم الكرك لفظ سامي آرامي قديم مشتق من اللفظ الآرامي (كرخا) وتعني المدينة المحصنة، وأطلق عليها عدة تسميات تشير جميعها إلى الكرك، مثل: القيران لمؤاب، حارس، حارسة، وجاء ذكر الكرك في نقش ميشع الذي خلده على مسلته المشهورة (850ق.م).
وقد وضحت صورة من الخارطة الفسيفسائية التي تعود إلى عام (139هـ\756م) اكتشفت في كنيسة القديس إسطفان في أم الرصاص جزءًا من الكرك وورد اسمها فيها.
لعبت الحروب الصليبية دورًا كبيرًا في المنطقة بعد تأسيس مملكة القدس عام (1099م) واحتلال الفرنجة بيت المقدس، بعدها قام صلاح الدين بتجهيز لتحرير الكرك وحاصر القلعة لأكثر من سنة فلم يستسلم المدافعون عن القلعة إلا بعد نفاذ ذخائرهم وانتابهم الجوع والعطش وأكلوا دوابهم وفقدوا الأمل من النجدة، وبعد ذلك استسلموا عام 1188م، وفي عام 1839م تعقب إبراهيم باشا الزعيم قاسم الأحمد الذي لجأ إلى القلعة خلال ثورته على الأتراك فضربت القلعة بالقنابل ونسفت أجزاء منها.
تُعد قلعة الكرك من أكبر القلاع في الشرق الأوسط إذ تعد ثاني أكبر قلعة بعد قلعة حلب فقد بنيت على مساحة تقريبية تقدر بِـ 30 دونمًا وتقع على أرض تعود إلى أملاك دائرة الآثار العامة بمساحة 50 دونمًا.
قلعة الكرك مكونة من سبعة طوابق أو مستويات تضم مرافق ومباني وأبراجًا وقاعات وسوقًا ومدرسة وقصرًا مملوكيًّا ومسجدًا وكنيسة وسكنًا وأفنية وقاعة ناصرية ومعصرة وأفرانًا، وآبار مياه، مما يعني أنها كانت بمثابة مدينة صغيرة.
القيمة الاستثنائية للموقع:
تعد قلعة الكرك ثاني أكبر القلاع مساحةً في الشرق الأوسط وتتميز بتصميمها المركب والمستجيب للاحتياجات العسكرية والدينية والحضرية نتيجة لتعاقب الحضارات عليها والمتواصل دونًا عن غيرها من القلاع. تعتبر قلعة الكرك دليلاً على عبقرية العقل البشري المبدع والمتمثل بإنشاء مدينة متكاملة مصغرة في موقع استراتيجي وضمن أسوار دفاعية استجابة للظروف العسكرية واحتياجات سكانها على مر العصور. وتمثل القلعة كبسولة زمنية لكافة الحضارات التي تعاقبت عليها وتظهر أجزاءها المعمارية التي بنيت على مراحل تاريخية متنوعة شاهدًا على أحداث عسكرية أو استيطان حضري أو شخصيات تاريخية.