جبل القلعة (قلعة عمّان)
تم إدراج موقع جبل القلعة (قلعة عمّان) على قائمة التراث في العالم الإسلامي عام 2024م.
المعيار الثاني " أن تتجلى فيها تأثيرات متبادلة قوية جرت على امتداد فترة من الزمن أو داخل منطقة ثقافية معينة من العالم، تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية".
المعيار الثالث " أن يقف شاهدًا فريدًا أو على الأقل استثنائيًّا على تقليد ثقافيّ أو حضارة لا تزال حيَّة أو حضارة مندثرة".
المعيار الرابع " أن يكون نموذجًا بارزًا لنمط من البناء، أو لمجمع معماريّ أو تكنولوجـــيّ أو لمنظر طبيعيّ يمثل مرحلة أو مراحل مهمة من التّاريخ البشريّ".
مقدمة
يتميز جبل القلعة بموقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة الأردنية عمّان، وهو عبارة عن تل طبيعي يرتفع حوالي 840م عن سطح البحر، تحيط به الأودية من جميع الجهات باستثناء الجهة الشمالية حيث يتصل بمنحدر جبل الحسين، وقد تم استيطان الموقع بدءًا من العصر البرونزي، مرورًا بالعصر الحديدي، والفترات الهلنستية، والرومانية، والبيزنطية، وانتهاءً بالفترات الإسلامية الأموية والعباسية والأيوبية، هذا التعاقب جعله مثالًا بارزًا على التنوع الثقافي والعمارة الفريدة عبر الزمن، والتي لم يقتصر وجودها على القلعة وإنما امتدت إلى مناطق أوسع تحيط بها.
ويوجد في القلعة العديد من المعالم المعمارية وهي ( الكهوف البرونزية، البيوت العمونية، معبد هرقل، الكنيسة البيزنطية، البيوت البيزنطية، معصرة الزيتون، البيوت البيزنطية الأموية، ساحة السوق والحوانيت، المسجد وملحقاته، دار الإمام أو الخطيب، قاعة المدخل (بوابة القصر)، الحمام الأموي، التحصينات الدفاعية، خزان المياه و البرج الأيوبي)
القيمة الاستثنائية للموقع
تكمن القيمة الاستثنائية لجبل القلعة في استخدامه كمركز إداري وعسكري وديني مُطل على المناطق المحيطة خلال العصور المتعاقبة، حيث تحيط به التحصينات الدفاعية من أسوار وأبراج من الخارج، ومن الداخل يضم العديد من المعالم البارزة التي تعكس التنوع الديني للفترات التي شهد فيها استقرارًا مثل المعبد الروماني والكنائس البيزنطية والمسجد الأموي.
لقد شهدت القلعة تخطيطًا حضريًا متكاملًا للمدينة الإسلامية المبكرة خلال العصر الأموي، يشمل بناء قصر كبير (دار الإمارة)، ومسجد، وساحة السوق، وحوانيت، وشوارع ووحدات سكنية، فضلًا عن مجمع الحمام الأموي وخزان المياه، كما يُلاحظ بداية ظهور بعض العناصر المعمارية التي أصبحت أكثر شيوعًا في الفترات الإسلامية اللاحقة، مثل قاعة المدخل "بوابة القصر الأموي"، التي تطور تصميمها فيما بعد في بوابات القصور في الفترة العباسية، وكذلك استخدام عنصر "الزيادة" حول المسجد، التي كان يُعتقد أنها سمة أدخلت على عمارة المساجد في الفترة الطولونية والعباسية، إلا أنها ظهرت أول مرة حول المسجد في جبل القلعة، وبالإضافة إلى دمج بعض التأثيرات المعمارية الرومانية والبيزنطية والساسانية في العمارة والفن الإسلامي المبكر "الفترة الأموية".